
مقالة علمية للدكتور "خضير ياس خضيرعبيد" بعنوان " حامض الهيوميك اهميته وتطبيقاته"
هو احد الاحماض العضوية الدبالية التي تتشكل نتيجة التحلل البيولوجي للمواد العضوية الميتة سواء كانت اوراق نبات او سيقان او جذور نبات وكذلك بقايا الحيونات الميته. حامض الهيوميك مجموعه من المركبات الاروماتيكية والاليفاتية ذاك اللون الداكن ما بين البني والاسود وله صيغة كيميائية C187H186O89N9S ووزنه الجزيئي عالي بحدود 100000 – 1000000 دالتون. ويتكون تركيبه البنائي من حلقات من الكربون وترتبط بها تركيبيات نباتية لسلاسل مستقيمة مثل مجموعة COOH و OH و C = Oو NH2 و S2 ويحتوي تركيبه الاساسي على الاوكسجين بنسبة 40 % والنتروجين بنسبة 3 % والهيدروجين بنسبة 5 % والكربون بنسبة 50 % والكبريت والفسفور 1 %.
يتم استخلاصه من المواد العضوية المتحللة بواسطة الاحياء المجهرية والتي يمكن تتعرف على ان المادة العضوية المتحللة هو تغير لون المادة المضافة وانخفاض في كتلة المادة واختفاء الرائحة منها . وبعد الوصول الى التحلل التام بواسطة الاحياء يتم اخذ وزن معين من هذه المخلفات ويضاف لها محاليل قاعدية قوية مثل NaoH او KoH بنسبة 10:1 في هذه الحالة سوف يتم الحصول على الاحماض العضوية التي تشمل كل من حامض الهيوميك وحامض الفولفيك والهيومين. وبعد الحصول على الاحماض الدبالية يتم ضبط درجة الحموضة للمحلول الى (1) بأستخدام حامض HCl وهذا يؤدي الى ترسيب حمض الهيوميك بينما يبقى حامض الفولفيك في المحلول ويمكن تنقية الحامض عن طريق عمليات اضافية مثل الترشيح والطرد المركزي لازالة الشوائب. وبعد الحصول عليه يمكن تجفيفه وتخزينه لاستخدامات لاحقة في التطبيقات الزراعية او البيئية.
وهو مادة غروية شرهة للماء وتحتوي على نسبة قليلة من العناصر الغذائية التي تكون بطيئة التحرر لصور المعدنية القابلة للأمتصاص من قبل النبات لذلك فهو ليس سماد بحد ذاته ولكنه وسيلة تساعد النبات وتحسن التربة من خلال عمله على تفكك التربة وخاصة الطينية ويسهل حركة العناصر المعدنية وتغلغل الجذور ويزيد من تهوية التربة وفي الترب الرملية يقوم بتجميعها ويجعلها متماسكة وبزبد من التبادل الكاتيوني ويزيد من احتفاظها بالماء والعناصر المغذية لأطول فترة ممكنة كما انه يحمل شحنة سالبة يقوم بجذب العناصر الغذائية موجبة الشحنة فتلتصق على اسطح دقائق التربة ليقدمها للنبات بصورة سهلة الامتصاص ومن هذه العناصر النتروجين والحديد والزنك والنحاس.
ويعمل حامض الهيوميك على تقليل نسبة الاملاح في التربة عن طريق تكسير الروابط بين ايوناتها وبالتالي تفكيكها والتقليبل من سميتها ويعمل على تخفيض درجة تفاعل التربة بحدود مثالية للنبات بين 5.5 – 7.5 مما يجعل سهولة جاهزية العناصر وامتصاصها من قبل النبات. كما يحسن من تزايد تعداد الاحياء مجهرية التربة من خلال تعزيز بيئة صحية لنموها وتكاثرها وهذه الاحياء تلعب دورا حيويا في تحلل المواد العضوية وتوفير مستمر من العناصر الغذائية مما يحسن من خصوبة التربة وتعزيز التنوع البيولوجي منها. وفي الخاتمة يمكن القول بأن حامض الهيوميك له تطبيقات عديدة مهمة وهناك دراسات قيد الدراسة لمعرفة اهميته وقدرته في امتزاز الملوثات ودراسة فعاليته البيولوجية.
ويمكن القول بانه تأثير حديث للبيئة كونه منتجا عضويا غير سام وقابل للتحلل بسهولة ويقلل استخدامه من تسرب العناصر الغذائية الى المياه الارضية والجوفية مما يقلل من التلوث البيئي. واثبت حامض الهيوميك قيمة تجارية عالية لتعزيز الاقتصاد العالمي وتوفير حلول مستدامة لاعادة تأهيل التربة واستعادة البيئة. تهدف هذه المقالة الى زيادة الوعي داخل المجتمع العلمي حول الامكانات الهائلة لتقنيات انتاج حامض الهيوميك واهميته في المساهمة في التنمية المستدامة.